يمارس الجلد دوراً حيوياً وهاماً في الجسم، ممَّا يوجب علينا العناية به والحفاظ على صحَّته.
نورد فيما يلي بعض النصائح والإرشادات لعناية أفضل بالجلد.
يتكوَّن الجلدُ من طبقة خارجية تُسمَّى البشرة، وطبقة من نسيج رخو تقع أسفل منها تُسمَّى الأدمة. تنمو البشرة باستمرار باتجاه الأعلى طارحةً الخلايا السطحية المتوسِّفة (الميتة) خارجاً.
يعدُّ الجلدُ أحدَ أكبر أعضاء الجسم وأكثرها تعقيداً، فهو يحتوي على العديد من العناصر الهامَّة، كالجريبات الشعرية والغدد العرقية والغدد الدهنية والأعصاب والأوعية الدموية.
يقوم الجلدُ بوظائف عديدة، فهو يمثِّل خطَّ الدفاع الأوَّل عن الجسم تجاه العوامل الخارجية، كما يقوم بتنظيم درجة حرارة الجسم وحمايته من الجراثيم والعوامل المعدية الأخرى، وتعمل النهاياتُ العصبية المنتشرة في الجلد على نقل الإحساسات المختلفة، كاللمس.
ينعكس نمطُ التغذية الصحِّي إيجاباً على الصحَّة العامَّة، وثمَّ على صحَّة الجلد. وهذا ما يدفعنا إلى القول بأنَّ العناية بالجلد من الداخل تكون باتباع نظام غذائي متوازن وصحِّي.
الوقاية من الشمس
يحتوي ضوءُ الشمس على أشعَّة فوق بنفسجية، تعدُّ سبباً رئيسياً لشيخوخة الجلد، وقد تتسبَّب بحدوث سرطانٍ فيه. من الضروري دائماً وفي أيِّ عمر حماية الجلد من الضرر الذي قد ينجم عن تعرُّضه لأشعَّة الشمس، ولكنَّ ذلك يكتسب أهمِّيةً خاصَّة عند الأطفال واليافعين والشباب، إذا إنَّ حروق الشمس المصحوبة بفقاعات والتي تحدث قبل سن العشرين قد تُضاعف خطرَالإصابة بسرطان الجلد الخبيث، وهو النوع الأخطر من سرطانات الجلد.
للوقاية، ينبغي تجنُّبُ السير تحت أشعَّة الشمس مباشرةً قبل الظهيرة بساعة وحتى فترة العصر، كما يجب ارتداء ثياب واقية مناسبة وقبَّعة ونظَّارات شمسية وكريم واقٍ من أشعَّة الشمس، لا تقلُّ قيمة عامل الحماية فيه عن 15.
التدخين
تشير العديدُ من الأدلَّة إلى وجود علاقةٍ مباشرة بين التدخين وشيخوخة الجلد، ويتجلَّى ذلك بكثرة التجاعيد على الجلد وتراجع نضارته.
توجد أليافُ الكولاجين (أحد أنواع البروتينات) في بنية الجلد، فتمنحه الدعمَ والقوة. يتراجع إنتاجُ الكولاجين تدريجياً مع التقدُّم في السن، ممَّا يؤدي إلى ظهور التجاعيد على الجلد. يؤدِّي التدخين إلى تسريع تلك العملية، بسبب دوره في تحطيم ألياف الكولاجين وإعاقة إنتاجها مجدَّداً، ممَّا يُفقد الجلد مرونته الطبيعية.
تناول المشروبات الكحولية
يؤدِّي تناول المشروبات الكحولية إلى نزع الماء من أنسجة الجسم والجلد، فيبدو الجلد هَرِماً ومتعباً.
حقائق عن الجلد
تبلغ مساحةُ جلد الإنسان البالغ حوالي 2 متر مربَّع
يحتوي كلُّ إنش من مساحة الجلد وسطياً على:
- 20 شعرة.
- 10 غدد دهنية.
- 200 غدة عرقية.
- 2 متر من الشعريات الدموية.
الحفاظ على نظافة الجلد
يساعد غسلُ الجلد على منع انبعاث الروائح الكريهة منه ووقايته من أنواع مختلفة من العدوى، ولكنَّ الغسل المبالغ فيه للجلد أو استخدام أنواع مخرِّشة من الصابون قد يؤدِّيان إلى إزالة الدهون الطبيعية الموجودة على سطح الجلد، والتي تحافظ على نضارته. ولذلك، ينبغي استخدام أنواع لطيفة من الصابون أو استخدام سوائل زيتية.
تفيد الكريمات المرطِّبة في الوقاية من تجفاف الجلد، كما تؤمِّن له نوعاً من الحماية تجاه بعض العناصر المؤذية. لا ينبغي الحكم على الكريمات المرطبة من خلال سعرها، فجميعُ الكريمات المرخصة تفي بالغرض، ولا تضيف الأنواع الثمينة منها شيئاً يُذكر.
إذا كانت بشرةُ الشخص من النوع الجاف، فينبغي عليه تجنُّب استخدام المستحضرات المخرِّشة التي تحتوي في تركيبها على الكحول، حيث إنَّها قد تُفاقم من تجفاف بشرته وتسبِّب تهيجها. أمَّا إذا كانت بشرة الشخص من النوع الدهني، فيجب عليه تجنُّب جميع أنواع المستحضرات الزيتية واختيار المستحضرات المائية فقط عوضاً عن ذلك.
يمكن أن يُصابَ الأشخاصُ الذين يتطلَّب عملهم وضعَ أيديهم بشكل متكرِّر في الماء أو التماس مع مواد كيميائية معينة، بالتهابات أو حكَّة في أيديهم. ويُعرف ذلك بالتهاب الجلد بالتماس أو إكزيمة التماس. ويجري وصفُ بعض أنواع الكريمات لعلاج ذلك.
النوم
إنَّ للسهر نتائج سلبية جداً على نضارة وحيوية الجلد، ولا أدلَّ على ذلك من مظهر الجلد عند مرضى الأرق، حيث يبدو كهلاً ومتعباً. لذلك، ينبغي الحرصُ على أخذ قسط وافر من النوم للحفاظ على نضارة الجلد وحيويته.
ننصح النساءَ اللواتي يضعن زينة (مكياجاً) على وجوههن بأن يقمن بإزالته قبلَ النوم، وذلك للتقليل من احتمال تكاثر الجراثيم فوق الجلد.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من الشدَّة النفسية أن يظهروا بمظهر شاحب ومتعب، مع الشعور بالإرهاق والانفعال. كما ننصح بممارسة الأنشطة الرياضية في مثل هذه الحالات، كالسباحة والجري وما إلى ذلك، إذ إنَّ لها أثراً إيجابياً على التخفيف من التوتر، ممَّا ينعكس إيجاباً على مظهر الجلد وظهوره مفعماً بالحياة