طفحُ الحرِّ Prickly heat، والمعروف أيضاً الدُّخنِيَّةُ الحَمراء (أو حَصَفُ الحَرّ) Miliaria rubra، هو اندفاع جلديٌّ حاكّ يتظاهر ببقعٍ حمراء صغيرة مرتفعة قليلاً تُسبِّبُ إحساساً شائكاً أو واخزاً على الجلد.
يمكن أن يظهرَ طفحُ الحَرِّ في أيِّ مكانٍ على الجسم، ولكنَّه غالباً ما يظهر على الوجه والعنق والظهر والصدر والفخذين. وهو يظهر عادةً بعد بضعة أيَّام من التَّعرُّض لدرجات حرارةٍ مرتفعة.
ويكون الطفحُ بشكل بقعٍ صغيرةٍ أو انتفاخات مُحاطة بمنطقة محمرّة من الجلد. تبدو البقعُ في بعض الأحيان شبيهةً ببثورٍ صغيرةٍ، ويمكن أن تُسبِّبَ:
- تورُّماً خفيفاً.
- حكَّة.
- شعوراً باللسع أو الوخز الشديد.
أسباب حدوث طفح الحر
يظهر طفحُ الحرِّ عادةً عندما يتعرَّق الشخص أكثرَ من المعتاد، كما في الطقس الحار أو الرطب؛ غير أنَّه من الممكن أيضاً أن تظهرَ الإصابةُ بطفح الحرِّ خلال فصل الشتاء.
وتظهر الحالةُ عندما يحدث انسدادٌ في غدد التعرُّق في الجسم. وقد يؤدِّي ذلك مع التعرُّق الزائد إلى احتباس قطرات العرق تحت الجلد، ممَّا ينجم عنه تهيُّجُ الجلد مع طفحُ مُميَّز.
تشتدُّ أعراضُ طفح الحرارة عادةً في مناطق الجسم المُغطَّاة بالملابس، وذلك لأنَّ الملابسَ تزيد من التعرُّق، وقد تزيد من الاحتكاك أحياناً.
من هم الأشخاصُ المُعرَّضون لطفح الحَر؟
يمكن أن يُصابَ أيُّ شخصٍ بطفح الحَر، إلاَّ أنَّ العيشَ في جوٍّ جارٍ يزيد من احتمال حدوثه، حيث يتعرَّق الشخصُ أكثرَ من المعتاد.
وكذلك فإنَّ الأمورَ التالية تزيد من خطر الإصابة بطفح الحر:
- المرض والشلل – قد يؤدِّي قضاءُ فتراتٍ زمنيَّةٍ طويلةٍ في السرير إلى زيادة التَّعرُّق، وخصوصاً إذا كان الفراش دافئاً كثيراً.
- ارتداء الكثير من الملابس، وخصوصاً في فصل الشتاء
- الجلوس قريباً جدَّاً من النَّار أو من جهاز التدفئة
- فرط الوزن أو السمنة – حيث يكون الأشخاصُ البدينون أكثرَ عُرضةً لحدوث التَّعرُّق الزائد.
- يكون الرُّضَّعُ والأطفال أكثرَ عُرضةً لخطر الإصابة بطفح الحرارة أيضاً، وذلك لأنَّ غددَهم العرقيَّة لا تكون نامِيَة بشكلٍ كامل.
علاج طفح الحر
طفحُ الحرِّ ليس من الحالات الخطيرة، ونادراً ما يتطلَّبُ علاجاً مُحدَّداً، حيث يختفي عادةً بعد بضعة أيَّام.
ولكن، هناك عدَّةُ أشياء يمكن القيام بها لتخفيف الأعراض مثل:
- تجنُّب الحرارة الزائدة والرطوبة – وفي حال الخروج من المنزل، ينبغي قضاءُ الوقت في الظلِّ أو استعمال مروحةٍ صغيرة، حيث إنَّ زيادةَ التَّعرُّض للمزيد من الحرارة سوف يزيد من التَّعرُّق وربَّما يُفاقم من حالة الطَّفح. كما يجب شربُ الكثير من السوائل لتفادي حدوث التجفاف، وخصوصاً في الطقس الحار.
- ارتداء الملابس القطنيَّة الفضفاضة – وتجنُّب ارتداء المنسوجات الصناعيَّة، مثل البوليستر والنايلون التي تحبس الحرارةَ بشكلٍ أكبر من المنسوجات القطنية.
- الحفاظ على برودة الجلد – فمن شأن إجراء حمَّامٍ بارد أن يُخفِّض حرارةَ الجسم، ويُهدِّئ البشرةَ، ويُساعد على إيقاف التَّعرُّق. كما أنَّ البقاءَ في غرفةٍ مكيَّفة لبضعِ ساعاتٍ يوميَّاً سوف يوفِّر الرَّاحةَ أيضاً. ويمكن استعمالُ الكمادات الباردة أيضاً، ولكن يجب عدمُ تركها على البشرة لمدَّة أكثر من 20 دقيقة.
- استعمال دَهُون الكالامين – وهو متوفِّرٌ في معظم الصَّيدليَّات، وسوف يُساعد على تهدئة تهيُّج الجلد وتسكين ألمه.
- استعمال كريم هيدروكورتيزون منخفض التركيز، وهو متوفِّر في الصيدليَّات أيضاً، ويُعدُّ فعَّالاً في علاج مناطق الجلد المتهيِّجة والحاكَّة بشدَّة، غير أنَّه ينبغي تجنُّبُ تطبيقه على الوجه واتِّباع التعليمات المرفقة به دائماً.
- قد تساعد الأقراصُ المُضادَّة للهيستامين في السيطرة على الحكَّة؛ ولكن ينبغي استشارة الطبيب أوَّلاً، لأنَّ استعمالَها ليس مناسباً دائماً.
الأطفال والطَّفح الجلدي
إذا ظهرَ طفحٌ جلدي على الطفل، وبدا أنَّه على غير ما يرام، فينبغي عندها زيارة الطبيب أو الاتِّصال بالطوارئ.
طفحُ الحَرِّ شائعٌ عند الأطفال، ولا يشكل أيَّة خطورة كبيرة عليهم. ولكن، عند القلقِ من هذه الحالة، فلا مانع من استشارة الطبيب كي يتأكَّد من تشخيص الإصابة، ويصف العلاج المناسب.