يكون الجهازُ المناعي للجسم مجهَّزاً لمكافحة الموادِّ الكيميائية التي بإمكانها أن تسبِّب الأذى للجسم، مثل الفيروسات أو الجراثيم.
لكنَّ بعضَ المواد التي تدخل الجسم غيرُ ضارَّة، لذلك يتجاهلها الجسم. أمَّا الموادُّ المحسِّسة فهي موادُّ غير ضارَّة، لكن بمقدورها التسبُّب بالتفاعلات التحسُّسية عند بعض الأشخاص. والموادُّ التالية هي نماذج من المواد المسبِّبة للتحسُّس: غبار الطلع والغبار المنزلي والفطريَّات ووبر الحيوانات واللاتكس.
- عندما يُصاب الجسمُ بالتحسُّس، بسبب مادَّة محسِّسة، فإنَّ الجسم يخطئ في التمييز بين المادة المحسِّسة والمادَّة غير المؤذية.
- تسبِّب هذه الحالةُ إفراز الخلايا لمواد كيميائية، مثل الهيستامين، ويسبِّب إفراز الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى حدوثَ تفاعلات تحسُّسية في الجسم.
- قد تسبِّب الحالاتُ التحسُّسية سيلان الأنف أو العُطاس أو الحكَّة الجلديَّة أو التورُّم أو نوبة الربو أو التظاهرات الحادَّة للتحسُّس (التأق).
- يجب أن يتعرَّضَ الشخصُ بشكل متكرِّر للمادَّة المحسِّسة قبل أن يحدث التحسُّس.
التحسُّسُ تجاه اللاتكس والتَّفاعلاتُ الأخرى التي يسبِّبها اللاتكس
اللاتكس المطَّاطي الطبيعي هو سائلٌ حليبيٌّ، يأتي من بعضِ أشجار المطَّاط المداريَّة (شجرة المطَّاط البرازيلي) الموجودة في أفريقيا وجنوب شرقي آسيا.
خلال عملية المعالجة، تتمُّ إضافةُ مواد كيميائيَّة إلى اللاتكس الطبيعي، وبذلك يأخذ المنتَج الشكلَ المطلوب، مثل القفَّازات أو البالونات (المَناطيد).
قد تحدث ثلاثةُ أنواع من التفاعلات أو ردود الأفعال لدى الأشخاص المعرَّضين للمنتجات المحتوية على اللاتكس، وهي:
- التهابُ الجلد التَّماسي التهيُّجي.
- التهابُ الجلد التماسي التحسُّسي.
- التحسُّس الناجِم عن استعمال اللاتكس.
التهابُ الجلد التماسي التهيُّجي
ليس حالةً تحسُّسية، لكنَّه الحالة الأكثر شيوعاً لحالات ردود الفعل على اللاتكس؛ ومن المرجَّح كثيراً أن يكون السببُ هو التعرُّق أو الاحتكاك الذي يسبِّبه ارتداءُ القُفَّازات أو بسبب بقايا الصابون والمنظِّفات التي تبقى على اليدين.
- تتضمَّن أعراضُ التهاب الجلد التَّماسي التهيُّجي احمرارَ اليدين وجفافهما وتَشقُّقهما والطفحَ الجلدي الذي يُسببِّه ارتداء قُفَّازات اللاتكس.
- يمكن أن يقلِّلَ المرءُ من التهاب الجلد التهيُّجي باستخدام الرُّهَيمات (الكريمات) والمحاليل المرطِّبة غير الزيتيَّة، وباستعمال المنتجات الموضعيَّة الحاجزيَّة أو القُفَّازات المبطَّنة بالقطن.
- يمثِّلُ التهابُ الجلد التَّماسي التحسُّسي نوعاً آخر من التفاعل الناجم عن اللاتكس؛ وهو ردُّ فعل على المواد الكيميائيَّة المضافة إلى اللاتكس خلال مرحلة المعالجة.
- يمكن أن تسبِّب هذه الموادُّ الكيميائية طفحاً جلدياً يظهر خلال فترة تمتدُّ من 24 ساعة إلى 48 ساعة بعد التَّماس، وقد تسبِّب بثوراً جلدية نازَّة؛ ويظهر الطفَحُ الجلدي عادةً على أجزاء من الجلد التي كان اللاتكس على تماس معها، لكن قد ينتشر الطفَحُ عند بعض الناس إلى مناطق أخرى.
- قد يساعد غسلُ اليدين بالماء بعد التماس مع اللاتكس على الوقاية من التهاب الجلد التَّماسي التحسُّسي.
- يحدث التحسُّس من اللاتكس عندما يقوم الجهازُ المناعي للجسم بردَّة فعل على البروتينات الموجودة في لاتكس المطَّاط الطبيعي.
- قد يسبِّب التعرُّضُ للاتكس، عند الأشخاص الذين يبدون تحسُّساً تجاهه، تفاعلاتٍ فورية، مثل الحكَّة واحمرار الجلد وانتفاخه والعُطاس والوزيز الصدري.
- يندر أن يسبِّب التعرُّضُ للاتكس التظاهرات الشديدة والفورية للتحسُّس (التأق)، وقد تكون هذه التظاهراتُ الشديدة مهدِّدة للحياة، وتسبِّب أعراضاً مثل اضطراب التنفُّس الشديد أو انخفاض ضغط الدم.
- قد ينتقل اللاتكس عن طريق الهواء أيضاً؛ فقد تلتصق المحسِّسات في اللاتكس مع مسحوق نشاء الذرة المستخدَم على القفَّازات؛ وعندما تُستخدم القفَّازات، تصبح جزيئاتُ نشاء الذرة ومحسِّسات اللاتكس محمولة بواسطة الهواء، حيث يمكن استنشاقُها أو دخولها إلى الأنف أو العينين، وقد تسبِّب أعراضَ التفاعلات التحسُّسية.
- تشكِّل هذه الحالةُ أهمِّية بالنسبة للأشخاص الذين لديهم تحسُّس للاتكس؛ فقد يعانون من أعراض التفاعلات التحسُّسية لكونهم فقط في مكان تُستخدم فيه قفَّازات اللاتكس أو كانت قد استُخدمت فيه، فالشخصُ لا يحتاج إلى ملامسة قفَّازات اللاتكس أو مكوِّناتها شخصياً حتَّى يُصاب بالحالة.
أعراض التحسس من اللاتكس
في معظم الحالات، يظهر التحسُّسُ عند المرء بعد التعرُّض المتكرِّر للاتكس.
- تكون التفاعلاتُ عند التعرُّض للمحسِّسات في اللاتكس حادَّة عادةً، وقد تحاكي أعراض حمَّى الكلأ (القش) أو نوبة الربو، حيث تظهر بعضُ الأعراض، مثل احتقان الأنف والشِرى وصعوبة التنفُّس.
- قد تؤدِّي الحالاتُ الأكثر شدَّة إلى الإصابة بالتظَاهرات الشديدة والفورية للتحسُّس (التأق)، وهي تفاعلاتٌ يمكن أن تؤدِّي إلى الموت، وتؤثِّر في العديد من أجهزة الجسم معاً. تحدث الأعراضُ بعد التماس مع اللاتكس مباشرةً عادة، وتترقَّى بسرعة، وقد تسبِّب هبوطاً خطيراً في ضغط الدمِّ وتهيُّجَ الجلد وصعوبةً في التنفُّس.
- قد تضمُّ أعراضُ التظَاهرات الشديدة والفورية للتحسُّس (التأق) تورُّمَ البلعوم واللسان والأنف، وقد يُصاب المرءُ بفقدان الوعي.
- على المرء أن يستشير طبيبَه لدى ملاحظة أيَّّة تغيُّرات في الأعراض المرافقة للتعرُّض للاتكس.
أسباب التحسس من اللاتكس
- ليس من الواضح سَبب تحسُّس بعض الأشخاص للاتكس، بينما لا يعاني آخرون من المشكلة نفسها. ولكن، من المعتقَد بأنَّ احتمال الإصابة بالتحسُّس يعود إلى سبب وراثي.
- مع ازدياد استعمال قفَّازات اللاتكس خلال العقود الماضية، ومن خلال التغيُّرات الحاصلة على تصنيع منتجات اللاتكس، فقد ازدادت حالاتُ الإصابة بالتحسُّس من اللاتكس.
- يُعتقد بأنَّ دخولَ الاحتياطات العامَّة في مواقع الرعاية الصحِّية، بما فيها الاستخدامُ المتزايد لقفَّازات اللاتكس للوقاية من الإيدز والتهاب الكبد البائي ب، هي السَّبب الأساسي لازدياد عدد العاملين في القطاع الصحِّي الذين يعانون من التحسُّس تجاه اللاتكس.