الأكزيما كلمة أتت من اليونانية وتعني ( الغليان والفوران ), والأكزيما عبارة عن مرض جلدي شائع يتمثل في حالة عدم تحمل الجلد للعوامل الخارجية أو الداخلية, ولا يمكن تحديد الوجه السريري للأكزيما إلا بعد استجواب مفصل ودقيق لحالة المرض, وإجراء فحوصات في مختبرات خاصة لذلك.
الأكزيما تصيب المريض أكثر من مرة, وتسبب الحكة إزعاجا وإيلاما قد تؤدي بالمصاب الى الإحراج بسبب الخشونة الشديدة في اليدين عند السلام مثلاً, وقد تتشقق الأيدي من شدة الجفاف لدرجة نزول الدم مما يؤدي الى التقرحات أحيانا.
الأكزيما أنواع عديدة
التشخيص الصحيح لنوع الأكزيما والتعرف على مسبباتها أول خطوة على الطريق الصحيح للعلاج وللوقاية من معاودتها مرة أخرى لمنع تحولها من أكزيما حادة إلى أكزيما مزمنة, علماً بأن هنالك مرحلة انتقالية ما بينهما تسمى متوسطة.
الأكزيما التقليدية
الاكزيما الذاتية وهي الأكثر شيوعاً، وغالباً ما تصيب الذين لديهم استعداد وميول وراثي للإصابة بأنواع الحساسية المتعددة منها: الربو القصبي, وقد يكون التوتر النفسي الذي يظهر على شكل شرى ( الانتفاخ والاحمرار ) المصحوب بحكة أو مواد في البيئة المحيطة بالمريض كالتعرض لغبار الطلع, أو التأثر بالحرارة الزائدة الذي تظهر على شكل مصحوب بحكة أو من الماء وتسمى بالحساسية ( الفيزيائية) أي الطبيعية.
كما أن من حولنا عوامل تساعد, كالغبار المنزلي التي تزيد من حدة الأكزيما وتزيد من جفاف الجلد مثل أجهزة التكييف والتدفئة المركزية التي تلعب دوراً هاماً في زيادة جفاف الجلد, لذا ينصح بوضع إناء مفتوح من الماء ليتبخر ولترطيب الجو قليلاً.
وفي السنوات الأخيرة, تضاعف عدد المرضى, وهو في تزايد مستمر مع تعدد أنواع مواد التنظيف والمواد الكيماوية.
وأسبابها متعددة منها
تتزايد حدة الأكزيما بسبب نقص فيتامين ( ب ) بأنواعه ونقص مادة الزنك والدهون الحامضية ، وأحيانا تكون الحساسية ناتجة عن القمح, أو الذرة,, أو أنواع الفاكهة, أو أي مأكولات أخرى. لذا يجب التوقف عن تناول أي من هذه المأكولات في حال ثبت أنها السبب في التحسس, علماً بأن بعض أمراض الجهاز الهضمي ومنها الإمساك الشديد والمزمن,وبعض أنواع الديدان, قد تؤدي إلى التحسس وتهيج الأكزيما وازدياد حدتها.
أكزيما الأطفال ( حساسية الأطفال )
تصيب الأطفال ممن لديهم الاستعداد الوراثي للإصابة بالتحسس مثل ( الربو القصبي ) أو حساسية جلدية لدى الوالدين أو الأجداد مثل ( الصدفية ).
أكزيما الرضيع
تبدأ غالباً في الشهر الثاني أو الثالث من العمر, حيث تبدأ بخشونة على الوجنتين, وجفاف الجلد, وتشقق في الثنايا وغالباً ما تتناوب الأعراض مع حالات الربو القصبي, وقد تستمر الآفة وتتطور إلى سن البلوغ, أو تكون حالة مزمنة مستمرة مدى الحياة.
أكزيما الطبقة الدهنية
على فروة الرأس لدى الرضع التي قد تمتد وتنتشر لتشمل كامل جسم الرضيع.
قد تكون الأكزيما نتيجة خليط من الجراثيم وخمائر الفطريات في الثنايا, وخلف الأذن نظراً لأن التعرق الزائد نفسه عامل مساعد لمسببات الأكزيما, وفي هذه الحالة يجب الإسراع بالاستحمام, وغسل الجسم وتنشيفه جيداً, واستعمال كريمات مرطبة خاصة بالأطفال.
– أكزيما التماس ( اللاصقة )
اكزيما التماس هي مرض جلدي نتيجة ردود أفعال المواد التي يتعرض لها الجسد, وقد تظهر فجأة نتيجة ملاصقة هذه المادة للجسم, وتشكل قسماً من الأكزيما المهنية, وأكزيما العمل المنزلي ( أكزيما ربات البيوت ), وهنالك أكزيما تعود إلى الحيوانات ( الصوف والفراء والجلد ), أو من نباتات معينة وخصوصاً غبار اللقاح المتطاير.
– الأكزيما الناتجة عن الإكسسوارات التي يدخل في تركيبها النيكل والكروم, كاحتكاك العقد حول العنق, ولبس الحلق, والخاتم والساعة أو سوار الساعة, أو مكان التصاق معدن الحزام على الوسط, أو مكان رش العطور على الجلد, أو مكان احتكاك المعدن الموجود في الحذاء على القدم.
– حوالي 80% من مرضى الأكزيما الذين يراجعون العيادات, هم مرضى أكزيما التماس وخصوصاً أكزيما اليدين نتيجة استعمال المواد الكيماوية, ومواد التنظيف والإصباغ وتنظيف الأواني أو غسيل الملابس التي بدورها تؤدي إلى جفاف وخشونة اليدين وتخدشها, مما يؤدي إلى تشققات قد تكون عميقة أحيانا مصحوبة بألم وحرقة وحكة قد ينزل الدم من هذه الشقوق وتؤدي إلى تقرحات مؤلمة لدرجة لا تستطيع معها ربة البيت من القيام بالإعمال المنزلية اليومية, خاصة عند تداول تلك المواد, مما يؤدي إلى توسع وعائي ناتج عن تفاعل البشرة والأدمة لأنه يؤثر على قدرة الجلد الوقائية للتغيير الفيزيولوجي الذي يحول التفاعل الحامضي الطبيعي إلى القلوي, فيصل التخريب إلى الطبقات العميقة من الطبقة المتقرنة, بالتماس المتكرر لهذه المواد يحولها إلى أكزيما حادة.
العلاج
- الابتعاد عن المواد المسببة للأكزيما.
- استعمال المراهم المطرية للجلد التي يقرب تركيبها من تركيب الماء الذهمي للجلد.
- ليس من الضروري استعمال مراهم الستيرويد ( الكرتزونية ) في حال الاحمرار والحكة, وذلك يعود إلى تشخيص الحالة من قبل الطبيب المختص.
- الابتعاد عن القفازات المطاطية لأنها تزيد من التعرق وتزيد من سوء الحالة في أغلب الأحيان.
- ينصح بتجفيف اليدين جيداً بعد الغسيل, وارتداء القفازات المبطنة بالقطن لحماية اليدين من مواد التنظيف القوية.
- ينصح بعدم حك الجلد بشدة لئلا يؤدي إلى خدشه أو جرحه, لأن ذلك يزيد من تلوثه بالميكروبات والجراثيم, عند ذلك تستعمل مطهرات الجلد وكريمات المضادات الحيوية وذلك تحت إشراف الطبيب